الفراغ

لا يوجد احدا هنا ... غير الأحبال التى تشهد على محاولات الأنتحار الفاشلة , نعم لقد أصبحت بمفردك تماما , كل من كان هنا و كل من كان فى حياتك قد رحل بعيدا , لن يتبقى احدا ابدا , و ما تبقى منك سوف تفقده تدريجيا , يوم بعد يوم سوف تفقد الرغبة و الشعور , سوف تفقد القدرة على الصراخ , و التحدث , سوف تفقد الاحساس بالالم , و سوف تملئ دمائك المتقطرة كل المكان سوف تتحول كالمسخ المنبوذ المقروء عليه تعويذة سحرية ليتحول كل شئ من حولك لهلوس سماعية و بصارية تنتهى حتما بالجنون أو الانتحار وتبقى انت بين الجدران الضيقة تصارع الزمن المتبقى أمام ساعه الحائط المعطلة , تنتظر توقفها تمام عن الحركة لينتهى بالفعل كل شئ فى صمت و هدوء رغم أن لم يعد يتبق احدا ليقيم لك مراسم الجنازة التى سوف تكون كالمسرحية الهزلية التى لم تلقى أعجاب من أحد , فالن تجد من يضعك بداخل التابوت الذى صنعته منذ عشرون عام, ويقرأ لك ايات من الكتاب المقدس , و يضعك بداخل قبرك
و يضع الورود حولك يالها من مأساة حقيقية
لا احدا ... لا صوت ... لا شئ ابدا
ما هو رد فعلك؟






