الكوميديا البشرية

فلكل فتاة منهن بصمة روحية مميزة ...بصمة لا تتكرر وكانت هي بالاخص لها بصمة روحية مميزة للغاية ....لافتة للغاية ...ومؤثرة للغاية... ومنذ لقائنا الأول جذبتني هذه البصمة بشدة واصبحت حياتي الممتلئة بالاحداث المشحونة والدرامية تأرخ لها بما قبل وبعد هذا اللقاء وهذا اليوم...دون مبالغة. كانت علاقتنا دائما مزيجاً بين الشد والجذب ....علاقة متارجحة كالولايات الستة في الانتخابات الامريكية ..سامة من الدرجة الاولي كرأس الكوبرالمصرية ...اعوام من الخلافات والمقاطعة وشهور قليلة من الهدن الانسانية ...حب احادي الجانب ...كعلاقة ليبيريا بالولايات المتحدة ... ظل الوضع هكذا حتي اتي اليوم الذي كنت احذره واعلنت خطوبتها ....وكان يومها يوما شتوي عادي للغاية ....وعندما هرعت الي خارج منزلي وجم ،حزينا ، لا اعرف لأين واجهتي ؟ كان الجو صحو والناس من حولي يضحكون ، يتحدثون كالعادة ....لا احد يشعر و يري ما بداخلي من اعاصير وبراكين وانفجارات كأن العالم حشد كله ماسيه داخلي ولا اعرف كيف قادتني الي احد الحدائق العامة الصغيرة لكنها كانت خاوية تقربيا الا من بعض العشاق علي مايبدو دخلت اليها كأني مخدر او منومًا مغناطيسيا ً...ووصلت الي احد الاشجار القديمة وارتكنت اليها و اغمضت عيني لثواني ... لافتحها علي مكان غير ما اغمضت عيني عليه ...لطمت خدي وانا لا اعلم مااراه حلم اما حقيقة لكن كل شئ يبدو حقيقي للغاية ...فالمكان يبدو كحديقة لكن ليست ما كنت فيها فشكل تلك الاشياء،التي تشبه الاشجار لكنها لاتبدو كأي شجرة او غيرها رأيتها في حياتي والالوانها يغلب عليها الأزرق بكل درجاته...وشكلها يبدو همايوني وهلامى غير منتظم وغير منسجم فاحد تلك الاشجار او بالاحري ما تشبه الاشجار نصفها علي شكل دائرة ونصفها مربع وكانت الارض تشع بلون ارجواني غريب...ظللت اتأمل هذا المكان الغريب وانا افتح عيني علي وسعها حتي استعب ما اري ...وهنا رأيت ما جعل عيني تخرج من مقلتي حرفيا ....فقد رايت مجموعة من الاشخاص يجلسون علي ارائك معلقة في الهواء من دون شئ يحملها ...دققت النظر اكثر ...انا اعرف هولاء ...يشبهوا رسوماتهم وصورهم كثيرا ...هذا دانتي اليجري ...وهذا شكسبير وهذا سومرست موم وهذا ديكنز ، وهذا دافنشي وهذا ابن سيناء وهذا وهذا وهذا ياااالهول... يتبع