عيد الحانوكا بين يهوديت و المكابيين

سفر "يهوديت" يتناول في اغلبه وخاصة جزئه الثاني قصة شخصية يهوديت بنت مراري التي تعتبر بطلة يهودية ذات مكانة عالية وتدرس سيرتها لاطفال اليهود والمسيحيين بشكل كبير رغم عن ان البعض يسميها ب"يهوديت الدموية " !!!ويرجع البعض تمسيتهم لها بذلك الاسم لان بطلتها وشهرتها اتيت من ذبحها قائد الاشوري يدعي" اليفانا" كان قد بعثه الملك الاشوري الأشهر لمحاصرة مدينة اسرائيل...

يقول السفر ان ان "اليفانا" كان قد احتجز الارملة اليهودية الثرية "يهوديت "هي و جاريتها....ويبدو ان "اليفانا" قد اعجب بها فقد سمح لها بان ان تتحرك بسهولة بين خيام جيشه المحاصر لإسرائيل...وفي ليلة لستطاعت "يهوديت"بمساعدة جاريته الدخول الي خيمة "اليفانا " وقامت باسكره و فصل رقبته عن راسه ...ثم خرجت من الخيمة هي وجاريتها وعدت الي المدينة دون ان يمسك بهم احد.

ولعلك فهمت لم تعد "يهوديت" (role model ) للفتاة اليهودية قوية ، عنيفة ،تستخدم جمالها وجاذبيتها بذكاء 

ورغم ان هذه الاحداث الواردة في السفر ، ليست هي الاحداث التي يحتفل بسبها اليهود بعيد الحانوكا لكنها قريبة جدا من حيث المضمون والدلالة...فمناسبة او سر الاحتفال بعيد الحانوكا بحسب المعتقد اليهودي وهو عيد غير مذكور في التوراة يعود الي القرن الثاني قبل الميلاد، عندما قاد اليهود المكابيّون او ما يسموا ايضا بالحشمونيين تمرّداً على السلوقيين او الاغريق بالاحري عام 165 ق. م. بعد محاولة الملك أنطيخوس الرابع فرض الثقافة والتقاليد الهيلينية على اليهود، وفرض عبادة آلهة الإغريق في هيكل سليمان انتصر الحشمونيين في ثورتهم هذه واعادوا احتلال القدس والهيكل....ويذكر ايضا حسب المعتقد اليهودي ان وفقًا لأسطورة تلمودية فإن الحشمونيين او المكابيّين عند دخولهم الهيكل بعد الانتصار وجدوا إبريقًا صغيرًا من الزّيت الصّافي كان من المفترض أن يفرغ بعد ليلة واحدة لكنّه استمرّ بمعجزة لثمانية أيام، ولذلك يستمرّ الاحتفال بعيد الحانوكا لثمانية أيام.ويحتفل بهذه العيد ابتداء من الخامس والعشرين من شهر كيسليف إلى الثاني أو الثالث من شهر تبت حسب التقويم العبري، ويتراوح موعده حسب التقويم الميلادي بين الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر والأسبوع الأخير من شهر ديسمبر

ويحتفل به هذا العام من بين السابع من ديسمبر الي الخامس عشر من نفس الشهر