غزة تواجه الشر المطلق

دائما ما كان يعاب علي بعض الافلام السينمائية اظهر ان هناك شرير مطلق مضاد للبطل يحمل كل القيم السيئة وكان يشيرون ان اي شخص في العالم يمتلك ابعاد و دوافع لاي من تصرفاته مهمة ما كانت فجة في كونها شريرة او مخطئة 

تدريجيا تصبح هناك توجه نحو تمجيد الشخصيات الشريرة او المخالفة للقوانين ولنا ف المسلسل الاسباني last casa de papel او بترجمته الحرفية بيت المال اكبر دليل وشاهد علي ذلك , قدر النجاح الهائل الذي حققه المسلسل علي مستوي العالم وتعلق المشاهدين الي حد الهوس بابطاله الذين هم حفنة من اللصوص ، فجاة اصبح شخصية مثل البروفيسور مثال في الذكاء و الدهاء وقدوة لاشخاص كثر

وليس هذا المسلسل بإستثناء فالعديد العديد من الاعمال التي نجحت نجاح ساحق علي هذا المنوال ، فقد اختفت البوصلة الاخلاقية بشكل واضح من الاعمال الفنية ، واصبحت ثنائية الخير والشر معدومة ، فتامل معي احد ايضا شهر المسلسلات في التاريخ صراع العروش ، game of thrones, وكيف تعلق المشاهدين ليس بلصوص هذه المرة انما بحفنة من المرضي النفسيين والذين يمارسون اكثر التصرفات شذوذاً علي كل المستويات  

و اعتقد ان هذا التوجه لا يخص فقط الاعمال الفنية وانما توجه عام عالمي واضح علي كل الاصعدة لا يعترف بالقيم او بالاخلاقيات او الثوابت 

لا ثوابت ....الخير والشر نسبي ، هم فقط من يقرروا ما هو الخير و ما هو الشر ، كيف ما يشاءوا ، وقت ما يشاءوا ، لمن يشاءوا 

فقتل الاطفال والنساء والعجائز وقصف المستشفيات وقطع المياه والكهرباء كل هذه الاشياء تجدد الالاف المبررات ولا تعد شرا ، بل هو عمل خيري مقدس 

فهم قاموا علي مدار اعوام بغسل عقولنا لجعل كل شي نسبي ولجعلنا نخاف ان نقول علي الشر المطلق ...شر مطلق بل ونبحث له عن تبريرات انسانية، ثم تدريجيا يتحول الي خير

فلذلك يجب علينا ان نقول ان ما يحدث في غزة هو حربا بين الخير المطلق والشر المطلق يجب ان نقول ذلك بوضوح 

مع التعامل حتي ما هذا الشر المطلق بقيمنا وثوابتنا واخلاقنا وانسانيتنا