هل هذه هرمجدون؟ هل هذه نهاية العالم

تتزيد خلال هذه الايام في ظل الاحداث الراهنة الاحاديث بين الناس هل هذه الاحداث بداية للحرب الكبري او نهاية العالم

هل هذه هرمجدون؟ هل هذه نهاية العالم

كل ما بدات جولة جديدة في التصاعد من الصراع العربي الاسرائيلي كل مابدأت مثل هذه الأطروحات في الظهور وهذه النظريات في الانتشار ولكن بالطبع بوتيرة مختلفة علي حسب طبيعية الجولة ذاتها وقوتها و ظروفها 

وبالطبع تستند هذه النظريات علي اساس نبؤات مشتركة في الديانات الابراهيمية الثلاث عن حرب كبري تسبق نهاية العالم 

وهذه الحرب تكون بدايته في ما يسمي باكناف بيت المقدس او الشام في الرواية الاسلامية وتكون بين المسلمين والروم المسيحيين وتكون بعد حرب كانوا فيها حلفاء ثم ينقلبوا علي بعدهم وتقوم حرب بينهم

فقد روى أحمد وأبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم، وهم عدوا من ورائهم فتسلمون وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غلب الصليب، فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله، فيغدر الروم وتكون الملاحم، فيجتمعون لكم في ثمانين غاية، مع كل غاية اثنا عشر ألفاً"

وفي حديث مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لا نذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته"

هذه هي الرواية الاسلامية 

اما في الرواية المسيحية اليهودية فتسمي هذه المعركة بمعركة هرمجدون و هر مجدون بالعبري معناها جبل مجدو

وهو جبل يقع حاليا في شمالي اسرائيل المزعومة والموقع الذي ذكر في سفر الرؤيا ليوحنا علي انه المعركة النهائية التي سوف تكون بين جميع قادة العالم و الرب علي حسب تعبيرهم ، وسوف يفني جميع قادة العالم الاشرار بعضهم 

وقد وردت اشارات تلك النبؤة في سفر الرؤيا ليوحنا عندما قال

"ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ جَامَهُ عَلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ الْفُرَاتِ، فَنَشِفَ مَاؤُهُ لِكَيْ يُعَدَّ طَرِيقُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ. وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ، لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. «هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ». فَجَمَعَهُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ»." (رؤ 16: 12-16)

وهنا هذه النبؤة هي نبؤة رمزية ككل سفر يوحنا المسمي بسفر الرؤيا الذي يقوم علي الرمزيات وقد تم تفسير الرمزيات في هذا الاصحاح بذلك المعني ، حتي ان كثيراً من المفسرون المعاصرون ان هذا الاصحاح قد يفسر علي انها حرب نووية هي التي سوف تنهي العا

وبغض عن هذه النبؤات المحترمة والمقدرة والمقدسة ايضا وهل نحن قريبين من رؤيتها اما لا وانا ان مع تسلمنا بهذه النبؤات كل منا علي حسب عقيدته لكنه يبدو اننا بعيدين كثير عن كل تلك النبؤات باختلاف مصادرها 

وهنا يجب ان اذكر ان هناك متلازمة تدعي بمتلازمة الهوس بالقيامة وهي ان هناك اشخاص لديهم هوس بنهاية العالم و يكون داخلهم رغبة في تحويل اي حدث علي انه مقدمة للنهاية ودوافع هوسهم بذلك متعددة فمنهم من الاحداث الكبري امر مثير له ويريد ان يكون جزء منها ومنهم من يعاني في حياتها ويخشي الموت ويكون عزائه فان الجميع سوف يموتوا معاه او بعده بقليل ،وغير ذلك من الدوافع المضطربة

و ذلك لا يمنع اني ادرك ان ما مر به العالم في الاعوام الاخير وباء عالمي ضخم وعديد من الاعاصير والزلازل والظواهر الطبيعية وحتي تغييرات حادة في الفطرة الانسانية بل والترويج لها كل هذه الاشياء تعزز مثل هذه النظريات  

لكني دائما مع ما قاله الكاتب الكبير ت.س.اليوت هذا العالم لن ينتهي بالانفجار سوف ينتهي بالأنين 

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow